العادي الجديد غير المكتوب

عرض أدائي حي متعدد التخصصات

في جوهره، يتناول العادي الجديد غير المكتوب مفهوم "الطبيعية"، من يعرّفها؟ من يستفيد منها؟ وماذا يكمن وراءها؟ يعيد العمل تخيّل الزمن والمكان من خلال وقفة وسط الفوضى، تفسح المجال للتأمل والخيال الراديكالي.

باستخدام أوراق A4 البيضاء كعنصر رمزي، يصمم أنس أبو نحل فضاءً سرياليًا تتحرر فيه الذاكرة والخيال والتحول. في المقابل، تعيد الفنانة الألمانية ستيفاني مولر تدوير مستنداتها الضريبية، رموز النظام والقيود، إلى أزياء رمادية معاد تدويرها، وأنسجة تشكك في النُظم السائدة، وتقترح روايات بديلة ومستقبلاً مفتوحاً على احتمالات جديدة.

تتحول الورقة، باعتبارها مادة شخصية وسياسية في آن، إلى وسيط مركزي، هشّ وصلب، صامت ومعبر في آنٍ معًا. يستخدمها الفنانان لبناء عالم بصري وصوتي تتجلى فيه الضبابية واللايقين كمصدر للمعنى لا كخطر يجب تجنبه.

تم إنشاء الواقع الجديد غير المكتوب في خضم جائحة كوفيد-١٩ وانبثق من لحظة عالمية من الانفصال، ليحوّل المسافة إلى حميمية إبداعية. هذا العرض الرقمي التشاركي هو نتيجة لتبادل فني دام ٣٠ يوماً بين المصمم الحركي الأردني أنس أبو نحل والفنانة التشكيلية والباحثة السوسيولوجية الألمانية ستيفاني مولر.

رغم بعد المسافة الجغرافية التي تفصل بينهما، ابتكر الفنانان العمل معًا عبر البريد الإلكتروني، والواتساب، والمدونات المشتركة، ومنصات التواصل الافتراضية، فجاء العرض كعمل عابر للقارات يجمع بين الرقص، وفن النسيج، والصوت، والتركيب، والفيديو. يتحول الأداء إلى تعبير شعري عن الصمود، وإعادة التخيل، والتضامن الفني في زمن العزلة واللايقين.

النهج الفني

ينبع هذا العمل من عملية تعاونية عبر الحدود، سواء الجغرافية أو الفنية. دون وجود بروفات فعلية، تطور العرض عبر حوارات رقمية، واستكشافات جسدية، وانكشاف مشترك. صممت ستيفاني الأزياء والمناظر الصوتية لتشكل عالماً ورقياً حسّياً يحتضن عرض أنس الفردي، والذي تطور عبر الارتجال المكثف والبحث المكاني.

يمزج الأداء بين خامات يدوية الصنع، وصور أرشيفية، وجماليات رقمية، مولدًا لقاءً متعدد الطبقات بين التناظري والافتراضي. النتيجة هي أرشيف حي للصلة، عمل يعكس الإمكانات الشعرية للتعاون عن بُعد، وجمال الفوضى غير المكتوبة بعد.