معبر
ولد عرض "معبر" من تأملات المصمم الحركي عبد الهادي أبو نحله حول مفهوم السمو، وسعيه إلى ما يتجاوز المألوف نحو اللانهاية. من خلال استكشاف مجموعة متنوعة من الحالات الذهنية والعاطفية التي تنشأ بفعل اضطرابات الحياة، كالنزوح، واليأس، والاكتئاب، ورحلة الشفاء والتعافي—يدعو العرض المشاركين إلى الغوص في المساحات الانتقالية، والعوالم البينية، والبقاء منفتحين على ما قد ينكشف أمامهم.
متجذر بصريًا وموضوعيًا في الفنون الإسلامية، يجسّد "معبر" تقاطع الهندسة والشعائر، الدقة الرياضية والقدسية الروحية. يمزج العرض بين الحركة والضوء والصوت واللعب بالمنظور، حيث تعكس إيقاعات الرقص وتكراراته الرغبة في التحول، والتفاوت في مسارات هذه العملية. تجسّد التزامنات الدورية وتباينات الحركات بين المؤدين قوة النشوة والاستسلام للوحدة في رحلة الشفاء والتجاوز، مقدمةً للجمهور مدخلًا للمشاركة في تجربة طقوسيه. إنها دعوة للانفتاح والانغماس في المساحة الانتقالية، المعلّقة بين عالمين.
في جوهره، يُقدّم "معبر" دعوة حسية متعددة الأبعاد لإعادة النظر في حدود الحياة اليومية، والاتصال بقوة الوحدة، والتجريب في طقوس محتملة، والتأمل في إمكانيات التحول. يلتقي كل عنصر من هذه العناصر في تناغم وتوتر، ليلتقط التناقضات العاطفية التي تتخلل مسار التجربة، واعدًا الجمهور برحلة فنية عميقة الفكر.
من خلال إيقاعات طقسية، يربط "معبر" بين حركة الفرد والجماعة ضمن منظومة دائمة التغير من الرموز الهندسية المقدسة. يقدّم تطور هذه الرحلة تأملًا عميقًا في تعقيدات المشاعر الإنسانية، وقوة التحول التي يمكن أن تولدها الحركة.
النهج الفني
تمتزج الكوريغرافيا في معبر بشكل متقن مع الهندسة المقدسة، لتقدم أكثر من مجرد حركة—إنها رحلة تأملية عميقة داخل متاهة المشاعر الإنسانية، واستكشاف للقوة التحويلية الكامنة في كل حركة. معبر هو دعوة لتجاوز المألوف، والتعمق في جوهر التجربة الإنسانية من خلال لغة الحركة والرموز المقدسة.